آل بكّار المنتشره من الشمال الى الجنوب
من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي، لهذا نرى أن أسرة بكّار لها انتشار واسع في بيروت وحاصبيا وعكار وبغداد وعجلون والجولان وحمص وحماه وحلب ودمشق ودير الزور وسواها من ولايات عربية.
ويرى صاحب «جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية» ص 144-145 بأن قبيلة بكّار أو«بكارة» من الأسر المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف، وتعود بنسبها إلى الإمام جعفر الصادق إبن الإمام محمد الباقر إبن الإمام علي زين العابدين إبن الإمام الحسين «رضي الله عنهم».
ويرى إبن الأثير في كتابه «اللباب في تهذيب الأنساب» 1/186 من أن قبيلة بكّار أو «البكّاري» إنما تعود بنسبها إلى الجدّ المحدث أبي العباس عبد الله بن محمد بن سلمان بن بكار البكاري الوازن الشيرازي المتوفّى في شهر رمضان عام 348هـ. كما عُرف من الأسرة المحدث أبو القاسم الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن يوسف بن بكار البكاري الشاهد، وهو شيخ فاضل المتوفّى عام 370هـ ، ونجله المحدث أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد البكاري، كان ثقة ونبيلاً، المتوفّى عام 395هـ .
ويشير القزويني في كتابه «أسماء القبائل وأنسابها» ص 177 من أن قبيلة بكارة انتشرت في أنحاء الشام وفي محافظة الأنبار، وهم من العشائر الزبيدية وفروعهم: البو علي، البو مفرج، والبو سلطان. ويشير صحاب كتاب «عشائر الشام» ص386-397-402 من أن قبيلة بكار هي إحدى قبائل عشيرة الصياد، كما ترتبط بصلة نسب مع عشيرة نعيم، والبكار النعيميين هم رعاة قرية العوينة إحدى قرى محافظة حوران وقضاء درعا. وقد عُرف من هذه القبيلة أحد الوجهاء في المحافظة والقضاء الشيخ بكار هلال. - ص 558 -
وأشار «معجم قبائل العرب» - ص90- إلى عدة فروع من آل بكّار، وهي:
1-البكار: فريق من البشاتوة، وأصلهم من بني نعيم، يقيمون بناحية الغور بمنطقة عجلون.
2- البكار: فرع من العبيدات بناحية الكفارات بمنطقة عجلون، ويقطنون في قريتي كفرسوم وجبراص.
3- البكار: فرع يتبع نعيم الجولان.
4- البكار: فرع من الصياد، إحدى عشائر دوما إحدى أقضية محافظة دمشق.
وبرز قديماً من هذه القبائل قاضي مكة أبو عبد الله بن بكار أمير المدينة لاثني عشر عاماً، وأخوه هارون بن بكار، وبكار بن عبد الله الملك بن مروان، وبكار بن أحمد بن بكار بن عبد الله بن مرداس، حسبما جاء في كتاب إبن حزم الأندلسي «جمهرة أنساب العرب» ص123-137-263.
عُرف من الأسرة السادة: الحاج نجيب بكار عضو جمعية الثورة العربية في العهد العثماني، وأحد العاملين في الحقلين الوطني والقومي في عهد الإنتداب الفرنسي، وأحد الموقعين على مذكرة المؤتمر القومي الإسلامي المرسلة إلى المفوض السامي الفرنسي دي مارتل في 23-تشرين الأول - عام 1936م ، والوجيه الصيداوي في العهد العثماني راشد بكار، وأسعد أمين بكّار والد القاضي الشيخ مأمون بكار، والشيخ عبد الله مأمون بكار، والمحامي أسعد بكار، والعميد في الجيش اللبناني محمد بكار، والمطرب اللبناني الشهير الذي أقام وتوفي في مصر محمد بكار.
ولا بد من الإشارة إلى أن بيروت شهدت في ثلاثينيات القرن العشرين مأثرة كريمة وخيّرة من إحدى سيداتها الفاضلة عائشة صيداني بكار، التي أوقفت في الثلاثينات عقاراً لبناء مسجد تودّى فيه الصلوات والأذكار، وقد نُفِّذت وصيتها، فكان أول مسجد في بيروت ولبنان باسم سيدة، بل أكثر من ذلك، فقد تحول اسم المنطقة من منطقة الرمل إلى منطقة «عائشة بكّار»، وهي أيضاً المنطقة الوحيدة في بيروت ولبنان باسم إمرأة.
وتأكيداً على انتشار الأسرة في مناطق عديدة من العالم العربي، فقد برز في التاريخ المعاصر السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزي التونسي.
وبكار لغة اسم لقبيلة عربية بات لقباً لأحد أجدادها، وهو لقب أيضا ًللرجل الذي يأتي ويعمل باكراً من «بَكَّرَ»، كما تأتي بمعنى الرجل «البكّار» الذي ياتي الصلاة من أولها، فيبكر في أدائها.
الأمير همام سيبك - حاكم الصعيد وبرقه والمغرب
(الجد الأكبر للمداكير الهمامية)
هو الجناب الأجل الشريف النسب الأمير همام سبيه جد السادة الهمامية وجد المداكير فى مصـر والمغرب وتونس والجزائر وليبيا وهو شريف قبائل الهواره وأمير صعيد مصـر وبرقة ، وكان عالما دينيا ورعاً وعارفاً بالعلوم القيمة من كيمياء وطب وجفر ورمل وصنائع هندسية ودقائق حسابية ومعارف نجومية وطوالع فلكية ، والشريف الأمير همام سيبك هو من نسل سيدنا الإمام الحسين ابن على كرم الله وجهه وهو بن مولانا ماضي المللقب بسيبيه بن احمد بن عياش بن مولانا بحير بن محمد السعيد بن جعفر الملقب بهمام بن محمد بن حمد الهميم بن محمد القاسي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد المحسن بن محمد ابونمي بن موسي الجوني بن يحي بن عيسي بن علي التقي بن محمد المهدي بن حسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضي بن الإمام موسي الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن سيدنا ومولانا الإمام الحسين السبط بن علي كرم الله وجهه .
كان الأمير همام سبيه مقيما بالمغرب و أميرا وحاكما لشمال أفريقيا المسمى قديماً بإقليم برقة ( ليبيا و تونس وإقليم البربر والصحراء والجزائر و المغرب ) ، ثم استدعاه الباب العالي بأسنطمبول سنة 1517 ليكون حاكما للصعيد
ففي عام 1516 ميلادية أرسل السلطان العثماني سليم الأول رسالة إلى قائد المماليك بمصر "طومان باي" تطالبه بالتسليم والخضوع لدولة الأتراك التي كانت قد ضمت حلب والشام وغزة وبدأت ترنو لحكم مصر، أهم ولايات الشرق العربي . إلا إن الحاكم المملوكي رفض التسليم ، وانتهى الأمر بهزيمته في موقعة الريدانية في يناير عام 1517 ميلادية ، وشنقه السلطان وعلق جثمانه على باب زويلة ، لتصبح مصر ولاية تابعة للسلطان العثماني بالآستانة ، ونظرا لخبرة الأتراك الطويلة بالحكم وما سمعوه عن حروب قبائل الصعيد مع المماليك ، فقد قام السلطان العثمانى باستدعاء الأمير همام سيبك ليكون حاكما على الصعيد وليضمن سيطرته على عرب الصعيد والصحراء وهم تلك القبائل العربية التى استقدمها الأمويين لمعاونتهم فى إحكام قبضتهم على مصــر ولكنهم نكلوا فيما بعد بالمماليك وأرقوا مضاجعهم وزلزلوا دولتهم فى الجنوب لمدة ثلاثة قرون . وبعد أن تولى الأمير همام سيبك مقاليد الأمور فى صعيد مصر ، واقطعه سلطانها بأمر من الباب العالي ما قدره مائتان واثنان وأربعون ألف فدان 242000 امتدت من الجيزة وحتى أسوان .
وقد كان للأمير همام سبيه خمس زوجات أنجب منهن جميعا إلا واحده وزوجاته هم أم الأمير صبيح وبكار الذين عقبا بمصر وأمهم هي الشريفة المكية الأميرة زينب سليمان شهاب الدين الشاذلي الحسنى النسب ، وله من الأبناء ستة هم : ( حسن - سالم - قريش – ريان ) وقد عقبوا جميعا في المغرب العربي أما ( صبيح و بكار ) الاثنين عقبا في صعيد مصر حيث كان ابنه صبيح من بعده أميرا لإقليم جرجا و وسط الصعيد حتى الجيزة ، وابنه بكار أميرا لإقليم دشنا والبلينا وأخميم وسوهاج وبلاد المال كما كان يطلق عليها قديما ( قنا و الأقصر و أسوان ) ، وقد عقب أحفاده من بعــده فى نفس الأقاليم المذكورة ونذكر أشهرهم :
- مولانا السيد الأمير علي الملقب بالأمير على المذكور بن مولانا علي أبو علي بن الأمير علي بن سيدنا سليمان الهوارى الملقب بالدشناوى وبن مولانا محمد بن مولانا بكار بن أمير صعيد مصر وبرقة سيدنا همام سبيه
- الأمير عبد المغيث محمد الرشيد أبو المكارم حارث سيف الإسلام بكار همام سيبك الملقب بالأمير عبد المغيث الدشناوى
- ومولانا الأمير همام يوسف ولد احمد همام صبيح همام سيبك بفرشوط
أما باقي أبناءه ونبدأ بالأمير حسن و كان يقطن مدينة مكناس بالمغرب وأمه هي الأميرة ( خضره بنت شهيب القليعى ) وقد تولى إمارة برقة
- والأمير سالم وكان يقطن مدينة قاس وأمه ( الأميرة زكية محمد الشويش ) وقد تولى إمارة تونس .
والأمير قريش كان يقطن بمدينة سبته وأمه الأميرة ( فاطمة بنت أحمد آل يحيى الكلبي ) وتولى إمارة البربر والصحراء ( الجزائر )
وأخيرا قد تولى الأمير ريان القاطن بمدينة شاذله حكم المغرب وكانت والدته هي الأميرة (ضيعة شهوان البلبيسى) ، وقد عقبوا جميعا بتلك البلاد
والخطير فى الأمر أن الحملة الفرنسية التى قدمت الى مصر خصت قبائل الهواره الهمامية فى مصر والمغرب بالذكر خاصة نسل هذا الرجل والذي أفردت له بابا كاملا حول قبيلته فى كتاب وصف مصر بل وحذرت من أن اتحاد هذه القبيلة يوما ما لسوف يمثل خطرا فى المستقبل !!