كاتب

بسم الله الرحمن الرحيم

السادة آل كاتب

من أشراف المدينة وينتهي نسبهم إلى السيد علي زين العابدين بن الحسين السبط الشهيد عليهما السلام ،أصلهم السيد عمر الأفندي (كاتب السلطان ) بن السيد فيض الله خليفة الحسيني .

فأما السيد عمر الأفندي (كان حي سنة 1254هـ ) فكان رجل صالح مأمون عرف بالأمانة والديانة كان كاتباً للسطان في الحرم النبوي الشريف ، وأعقب السيد عمر السيد محمد صالح صاحب الكاتبية ، وبنتاً زوجها السيد محمد ولي جان القندهاري .

فأما السيد صالح فقد ورد ذكره عند علي بن موسى عند وصفه المدينة ، بقوله: والكاتبية للسيد محمد صالح أفندي بن كاتب السلطان .

وأعقب السيد صالح: السيد عمر المدني .

فأما السيد عمر المدني الحسيني (كان حي سنة 1320هـ ) أحد أعيان المدينة ، ورد اسمه ضمن الموقعين على الشكوى المقدمة من علماء وأعيان المدينة ضد شيخ الحرم النبوي الشريف سنة 1297 هـ.

وأعقب السيد عمر المدني : السيد حامد ، والشريفة نفيسة . أمهما الشريفة سعدية جمل الليل، ثم هاجر السيد عمر المدني إلى جزيرة سيلان سنة 1320?، حيث له عقب بها خبرهم غائب عنا ولايعلم انقرضوا أم لا ، وترك السيد حامد وأخته نفيسة بالمدينة .

فأما الشريفة نفيسة تزوجها الأفندي عبدالجبار الياس المتوفي عام 1345هـ

وأما السيد حامد بن عمر المدني بن السيد محمد صالح بن عمر الأفندي كاتب ففي عقبه بقية هذا البيت اليوم ويعرفون في المدينة بآل كاتب بدون التعريف، وهم غير بيت كاتب الدياربكري، وبيت خضر كاتب، وبيت الشيخ عبدالصمد الكاتب الأصفري الميلباري، وبيت عبدالرحمن عبدالكريم محمد كاتب.

أعلام السادة آل كاتب

1. السيد حامد بن عمر كاتب

هو السيد حامد بن عمر المدني بن السيد محمد صالح بن عمرالأفندي كاتب ولد بالمدينة عام 1318هـ ، شاعر مدني حجازي أحد أدلاء المدينة القدماء ، تلقى تعليمه في حلقات المسجد النبوي الشريف ومن شيوخة الشيخ إبراهيم بري ، والشيخ عبدالحي أبوخضير ، تزوج الفاضلة ملكة بنت حمزة بن متروك رحمها الله من عرب بلي بالحجاز المتوفاة سنة 1403هـ والدة أولاده عمر، وزين العابدين الذي مات صغيراً؛وسعدية وفاطمة تزوجها الشريف نامي بن حامد آل غالب ، كان رحمه الله رجلاً صالحاً مباركاً ،محبوباً عند الناس، له كرامات وأحوال ، رقيق القلب، غزير الدمعة ، مستجاب الدعوة ، له شهرة بالسيادة والشرف، دعا على رجل صاحب دكان وضع عنده مشلح كان يلبسه في ذهابه وإيابه، وذهب ليتوضأ فلم عاد انكر صاحب الدكان انه وضع عنده شيء فدعا عليه وقال : (ان كنت سيداً حقيق النسب أحرق الله دكانك) ، فما كان إلا ساعات قليلة وأحترق دكان الرجل وهذه القصة شهيرة يتداولها أهل المدينة ولاينكرونها، له شعر مفقود توفى بالمدينة عام 1371هـ ودفن في البقيع.

2. السيد عمر بن حامد كاتب

هو السيد عمر حامد بن عمر المدني بن السيد محمد صالح بن عمرالأفندي كاتب ولد بالمدينة عام 1359هـ تلقى تعليمه في مدارس المدينة ، لكنه لم يكمله لوفاة والده وعمره 12 عاماً ، فاتجه للحياة العلمية مبكراً ، وافتتح دكان لبيع العطور ، ثم عمل في إدارة بيت المال بالإضافة إلى عمله دليلاً للحجاج حيث كان رحمه الله من الأدلاء المشهورين في المدينة، تزوج آمنة مكوار والدة ولده حامد المتوفي عن غير عقب ، ثم تزوج جميلة عالم جان نسيم الدين المتوفاة سنة 1438هـ والدة أولاده هشام ، وغسان ، وإيهاب ،وحاتم ،ووائل ،وأحمد ، وأختهم أمل،وذكر الباحث سعود بن جعفر عبدالغني : أن المؤرخ الدكتور عدنان بن درويش جلون رحمه الله ذكر له ان السيد عمر رحمه الله كان من كتاب القصة والرواية وقد تعلم منه الدكتور عدنان بعض فنونها ؛ كان رحمه الله وجيهاً متكلماً نبيهاً حسن المنطق والملبس، له اطلاع وفطنة ومكان توفى يوم الأربعاء الموافق 26 / 1/ 1425هـ ، ودفن في اليوم التالي في البقيع رحمه الله رحمة واسعة واسكنه الفردوس الأعلى .

3. الشريفة سعدية بنت حامد كاتب

هي الشريفة سعدية بنت حامد بن عمر المدني بن السيد محمد صالح بن عمرالأفندي كاتب ، ولدت بالمدينة سنة 1361?/1941م وتررعت فيها توفِّي والِدها سنة 1371هـ ، ولم تتجاوز العاشرة من عمرها ، فقامت بتربيتها هي وأخواتها والدتها الفاضلة الجدَّة ملكة بنت حمزة بن متروك ، من عرب بلي بالحجاز، فأحسنت تربيتها، وأدخلتها كتاتيب المعلِّمة الشَّهيرة نفيسة بديري (نفيسة نعمان) ، وبعد انتهائها من دراسة الكتاتيب ،أخذت تساعد والدتها في مهنة الخياطة ، فكانتا تُخِيطان الملابس ، فأصبح مصدر رزق لهما ، واشتهرت إلى جانب والدتها بعمل زي تراثي حجازي شهير ترتديه العروس يعرف بالزبون ، كانت رحمها الله امرأة صالحة عابدة صوامة قوامة ، لا تترك قيام الليل ، يندر أن يأتي عليها ليلة دون أن تقومها، مقدّمة في أهلهـا وصاحبة الرأي فيهم ، تتمتع بسمعة طيبة في المجتمع المدني ، تزوَّجت رحمها الله بالشَّريف يعقوب بن محمّد إبراهيم الكُتُبي الحَسَني عميد الأشراف الكُتُبيَّة، وأعقبت منه ثلاث رجال هم: المؤرخ النسَّابة الشَّريف إيهاب ، ونسَّابة المدينة المنوَّرة الشَّريف أنس ، وباسم كاتب هذه السُّطور،كانت وفاتها في يوم الإثنين ليلة الثُّلاثاء عند السَّاعة العاشرة وعشر دقائق ليلاً الموافق للتاسع من شهر رجب لسنة 1420? .

وقد رثاها حين وفاتها أبنها الأكبر الشريف إيهاب بأبيات شعر قال فيها :

رَحِمَــــــــكِ اللهُ يــــا أُمَّ إيهــــــــاب فَمَوْتُكِ مُهْجَة الْقَلْبِ أَصَــــاب

قَدْ كُنْتِ زَوْجَةً وِ أُمَّـاً لا تُعَاب وأَدَّيْتِ الأمانةَ إلى يومِ الحِسَاب

فَإلى جَنَّةِ الخُلْدِ يا أَعَزَّ الأحْباب فَنِعْمَ العَـــــــــــزَاءُ لهذا المُصـــــاب

رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها الفردوس الأعلى،وجزاها عنا خير الجزاء.