عشائر الحديد في الأردن..
أجمع المؤرخين أن نسب عشيرة الحديد في الأردن تعود الى الولي المعروف الشيخ رسلان كما تعود في أصولها الى الحجاز والى قبيلة (قريش) تحديدا حيث نزح أجدادهم الأوائل عندما فتح المسلمون العراق وبلاد الشام وتنقلوا من مكان إلى آخر حتى استقر بهم الأمر في بلدة (الحديثة) وهي بلدة تقع على الحدود الشمالية الغربية من العراق وبرز فيهم رجل يدعى (محمد عجان الحديد) وهو من أولياء الله الصالحين المعروفين حيث يعود بنسبة الشريف الى أمير المؤمنين على بن أبي طالب الهاشمي القرشي علية السلام, قسم من الحديد نزح الى بادية الشام وبرز فيهم سليمان الذي اعقب رسلان وقد اعقب رسلان اثنان من الابناء وهم : فياد و فيد.
كان فياد وفيد ياتون الى المدن الأردنية بقصد التجارة مثل مدينة جرش التي كانت مزدهرة في تلك الأيام وكذلك مدينة السلط، ويذهبون إلى مدن فلسطين كالقدس ونابلس وحيفا ويافا، وبعد وفات والدهم قرروا الانتقال الى مدينة جرش واستقروا فيها وقد تزوج فياد من فتاة من (عشيرة العتوم) من بلدة سوف القريبة من مدينة جرش، اما فيد فلم يتزوج ومات وهو اعزب، وقد انجب فياد ثلاثة اولاد فسمى الأول (حديد) على اسم جدة الأول وسمى الثاني (حميد)وسمى الثالث (جرو) .
اشتغل الأخوة الثلاثة في تربية المواشي حتى اصبح لديهم اعداد كثيرة من قطعان الأغنام فأصبحوا يتنقلون من مكان الى اخر يطلبون المراعي والمياه لمواشيهم حتى وصلوا الى مكان يقال له (زربي) ويقع هذا المكان شمال بلدة الرصيفا القريبة من مدينة الزرقاء وهناك توفي والدهم ( الشيخ فياد بن رسلان الحديد ) (راعي الحردا) الجد المؤسس لعشائر الحديد في الأردن ولا يزال قبرة موجوداً حتى الان (خلف مستشفى عالية).
واصل الأخوة تنقلهم وترحالهم حتى وصلوا الى مناطق عمان حيث كانت تكثر فيها ينابيع المياه واخيراً استقروا في منطقة القويسمة نظراً لسهولة اراضيها وخصوبتها.. تكاثر اولاد فياد بن رسلان الحديد الجد المؤسس لعشائرالحديد في (الأردن) .. وأصبح (حديد).. جد عشيرة الحديد و (حميد).. جد عشيرة الزيّرة.. و (جرو) جد عشيرة الحنيطيين .. وقدم مع فياد رجل اسمة (زعازع) وهو جد عشيرة الشحادة.
اشتهر الأتقياء الثلاثة أبناء الشيخ فياد بن رسلان الحديد بالشجاعة والفراسة وبثرائهم وكرمهم مما جعل الناس تتقرب منهم، كانوا لا يهتمون باستملاك الارض ولا يفلحون منها الا حسب حاجتهم، بعد ذلك استقر الأخوين حديد و حميد في قرية (القويسمة) وأصبح أعقابهم يدعون بآل الحديد..
من المعروف عن أبناء عشائر الحديد أنهم أولاد العجام (أحد الأولياء) وهذا يعني أن لهم مكانة دينية خاصة بين عشائر البلقاء، ذلك لأن كلمة عجام تعني أن مكانتهم القوية تعطيهم صفة قدسية يتحاشى نتيجة لذلك أبناء البلقاء بصفة خاصة والعشائر المجاورة الاعتداء على أموالهم المنقولة وغير المنقولة وكل ما من شأنه إغضاب وجه الله سبحانه وتعالى، ولا يسمح لأبناء العجام بأي شكل من الأشكال بشرب حليب أغنامهم بعد ولادتها إلا بعد ان (يمخضوا) الحليب ويجمعوا أكبر كمية ممكنة من الزبدة واللبن، ثم يذبحوا ذبيحة أو ذبائح لوجه الله ويدعى إليها جميع أبناء الفريق وخاصة الفقراء ليتشاركوا بهذه الوليمة وهذة تسمى قرينية، وما قبل القرينية يقال عن الحليب واللبن والزبدة أنه معجم عليه، وهذا يعني أنه ممنوع أكله من قبل أي إنسان مهما كانت مكانته.
والغالب أن عشائر الحديد فقط هي التي تمارس هذة العادات وإذا كان هناك عشائر أخرى تمارس هذه الطقوس الدينية فأعتقد انها نقلت عن عشائر الحديد من قبيل التبرك.
وتتألف عشيرة الحديد من الفرق التالية:
(( الشتيوي ( المنور ,النوري ,المناور) و الشاهر و الثنيان و الهزاع و الزيّرة ( الجفال , العبد ) و الصياح و المنصور و الباير )).
وتحالف مع عشيرة الحديد الفرق التالية :
((الدبايبة , الشوابكة , الزففة , الرقاد , المراشدة , الشحادة..))
أبناء (حميد ) بن فياد بن رسلان الحديد أطلق عليهم لقب (الزيّرة) لأن الله عز وجل وضع في أيدي بعضهم كرامات وبركات لا تحصى وكانت العربان وخصوصا عشائر البلقاء تزور بيوتهم وقبورهم (مقامات أو مزارات) للتبرك بها ومن هنا أطلق عليهم الزيّرة من كثرة زوارهم الساعين للبركة والأستشفاء بإذن الله.
أهم الأولياء الذين أشتهروا من الزيّرة " أبو جفال " وهو (علي بن سليمان الزيّرة الحديد ) حيث ذهب للأقامة في بلدة "غريسا "عند أخوالة بني حسن عندما حدثت فتنة في القويسمة في منتصف القرن التاسع عشر حيث تأثر اهليها بطيبته وكرماتة , توفي ودفن هناك وأصبح قبرة مقاما وسميت المقبرة التي دفن فيها على اسمة (مقام علي الزيّرة الحديد)..كذلك ابنة الزاهد العابد الولي ( الشيخ مهنا بن علي الزيّرة الحديد) الذي اعتزل الدنيا وسكن منطقة المغاير التي تقع شمال لواء الموقر مات ولم يعقب ذكور وسميت بلدة المغاير بأسمة لغاية اليوم وهي ( مغاير مهنا ).